سوأل جعلنا دارين ارنوفسكي نطرحه على نفسنا مرات ومرات خلال ساعتين خلابات من التأمل الفكري لحالنا وحال تشارلي، حياته كانت طويلة جداً ومليئة بالمطبات والعقبات مالذي جعله يصل لما هو عليه ولماذا هل لأنه وقَع في العشق أم لأنه وقع في جحيم الحياة النفسي والاعتقاد بأنه حر بما يفعل ؟
تخلى عن طفلته عند ما كانت في الثامنة من عمرها ، انفصل عن زوجته لاكتشافه اتجاهه الجنسي المغاير ووقع بعشق آلن الشاب المتدين الذي ظن تشارلي أنه جعل نفسه إله عالمه ” لا تحتاج لرب/ لا تحتاج لبشر أنا اكفيك” هل عوقب تشارلي على انانيته ام ماذا !
معضلة التوبة عن عن الخطايا ليس ببعيد تم مناقشتها في Puss in boots ل Dream Work هل كان بوس سيتوب لو أنه لم يعلم أن عتبة الموت قريبة حياة مليئة بالاستهتار قضاها كتشارلي لأي سبب ؟ لأنه اعتقد بحريته انها الحقيقة الوحيدة التي يملكها لم يعلم شيئ عن قسوة الحياة ومأسيها..
دائماً نحن البشر نعيش للقوانين الخاصة بنا نعتقد أننا نتحرر عندما نحاول كسر عجلة الحياة الطبيعية او محاولة معارضة القدر لكن العاقبة دائماً تعود علينا بالسوء وترينا كم ان نحن البشر جزء بسيط من عالم يمتلك ما يكفيه من المشاكل ربما “الحوت” اراد جعلنا نتعاطف مع تشارلي ونصدق توبته لكنه فعلياً ليس اكثر من رجل ممتلئ الخطايا اكثر من الذنوب والذي يفعله محاولة لتخليص روحه من القاضي وهيئة المحلفين في عقله الذين هم ضميره لا أكثر ولا اقل.
ترك فلذة كبده عندما لم تتعدى ال 10 سنوات من عمرها :خياره الشخصي ولا يستطيع وضع اللوم على الفتاة إن لم تتقبل محاولة عودته لحياتها اساساً ربما هو ندم ربما حاول أن يكون افضل لكن للاسف بعد الاختيار السيئ محاولاتك لن تثمر إلا بالفشل ترك زوجة رأيناها على الأقل انها تمتلك شمعة من الحب اتجاهه ونفس الشيئ خياره الشخصي!
لا يمكنك وضع اللوم على اي احد من البشر على خياراتك الشخصية انت يجب ان تحاول اصلاحها فقط وهو ماحاول تشارلي فعله إلى حد ما كان من اكثر الشخصيات الواقعية التي رأيتها منذ فترة طويلة بمعانتها و بعودة العبقري براندون لا أُنكر استطاع تحطيم روحي بإدائه الخلاب عودة موفقة ولا استغرب حصوله على الاوسكار حتى لأنه بالفعل يستحقها
ليس افضل ما فعله ارنوفسكي قصة جيدة ولكنها بقالب يمتلك الكثير من المساوئ جميعنا نعرف تدخلاته بالدين وحبه للمناقشة القضايا الدينية بأعماله ولكن هذه المرة لم تكن هذه المداخلة موفقة ابداً او ليست مكتملة هنالك شعور بأنها ناقصة ليس كالقضية المتكاملة في Mother مثلاً الفيلم امتلك بعض الحوارات القوية وبعض النقاشات الغير مكتملة.
ك لماذا يعانون اصحاب السمنة من هذه المشاكل وكيفية تعايشهم معها بالمجتمع وتعامل الحكومات الاجنبية مع هذه الحالات كقضية التأمين الصحي الخبيثة جداً برأيي، ولكن دارين لم يكمل المهم وحاول جذبنا للتعاطف مع قضية المثليين اكثر على حساب مشكلة شخصية فيلمه الاساسية الفيلم ممتع على الجوانب الفنية ولكنه ليس مكتمل الأوصاف للأسف ولكن هذه لا يلغي الاستمتاع بثنائية الرائع براندون فريزر مع سايدي سينك التي تدمي القلب.

GM in Cinatopia
Movie Critic