عندما تؤمن سوف تمتلك مشكلة كبيرة خصوصاً في الإيمان العقائدي, دائماً خطاياك وذنوبك ستلعب وتراً حساساً في حياتك أكثر من أفعالك الصالحة لأن مفهوم الخطيئة الأصلية أو الاولى متأصل بالوجدان المسيحي وعاموده هو شعور المؤمن المتدين بالذنب أكثر من الصلاح الروحي.
“آثامك ستلاحقك وتسعى ورائك”
ماهي ثيمة الأعمال التي تتطرق للمس الشيطاني بالضبط ؟ هل هي فقط أفلام تقع بين سندان الخير والشر ، الأبيض والأسود أم أنها شيئ مختلف تماماً ؟
ويليام فريدكين المؤسس, أو بإمكاننا القول اللاعب الأكبر في تقديم هذه القصص للسينما والتلفاز عام 1973 قدم عملاً مختلفاً ويناقش قضية غريبة في الشاشة السينمائية بشكل أكثر من رائع. وبإمكاننا أن نرى تأثيره الواضح هو ومؤلفات الأب غابرييل آموورث على عمل يوليوس ايفري الاخراجي هذا العام, وكيف لا والقصة مستوحاة اساساً من الوثائقي الذي اخرجه فريديكن عن شخصية القسيس آموررث !!
قدم لنا قصة من صلب الواقع إلى حد ما, عن الرجل الذي~ قضى جزء من حياته بمحاربة النازيين ومن ثم انتقل ليتتلمذ على يد بابا الفاتيكان والكرسي الرسولي كرئيس طرد الأرواح بالفاتيكان.
بامكاننا القول أن الشيئ المميز بقصة آموررث هي طبيعة شخصيته ، أو تشكيل شخصيته نفسها ليس ذو تصلب عقائدي ولا منحل عن عقيدته بالكامل, حياته تقع بالوسط الغير متطرف قريب من المجتمع لطيف حتى مع المدنيين وليس فوقهم أو يمتلك هالة قدسية ما عليهم, بل يشبههم.
أشارت شخصيته إلى نفاق ما يسمى بالحضارة الدينية, لكنه دافع عنها على أي حال وراسل كرو كان ذو حضور ممتع وبليغ حوارياً.
يروي لنا قصته مع الفتى الممسوس هنري وعائلته عبر نص غير تقليدي, ناقش الانقسام الفكري الحاصل بين تاريخ الكنيسة القديم والحديث ومواجهتهم لأكثر فترة مظلمة بتاريخ هذه المؤسسة الدينية وهي محاكم التفتيش الاسبانية التي أنهكت اوروبا على حساب بقاء كرسي البابا غير ممسوس.
حاول الفيلم تبرير هذه الجرائم بطريقة غريبة اشبه بالخيال تحت مسمى The Devil Made Me Do It ولكن مع ذلك تعامله مع فكرة الشيطان كانت عصرية بشكل ممتع على صعيد السيناريو ولقد استطاع الفيلم كسر النمط التقليدي في تصوير فكرة الالتباس الشيطاني في أفلام الرعب عبر اعطاءه بُعد واقعي في التعاطي بين الشيطان والانسان والتي لطالما كانت روحية وبعيدة عن الواقع الملموس.
هي يستحق المتابعة ؟ بالتأكيد, بشكل عام القصة فيها نزعة تقليدية ولكن تفوق من ناحية السيناريو. أما النص يعوض الضعف في أساسيات القصة وخصوصاً قدرته على تقديم العديد من الأفكار التي تستلزم الكثير والكثير من الأسئلة من المتابعين بشكل مثير للاهتمام, من شخصية أساساً اعطتنا شعور بالالفة والمحبة أثناء متابعتها, الفضل يعود لراسل كرو وأدائه المميز ولغته الإيطالية اللطيفة والغير متكلفة, بالفعل كان دور عفوي وخفيف الظل.
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

GM in Cinatopia
Movie Critic