على مر السنين قامت شركة مارفل واستديوهات هوليوود التجارية ببناء نمط ساذج للقصص, وتسويق للسطحية في النظر للأمور, فهي لا تعرف سوى الخير المطلق والشر المطلق وهي قاصرة, لا تستطيع فهم ما بين هذين المفهومين من أحداث وتجارب ووقائع. لكن وأخيراً جاء العمل الذي أعاد هيكلة عالم الأبطال الخارقين The Boys الذي جعل من مارفل وشخصياتها أضحوكة.
مسلسل The Boys المقتبس من كتاب قصص مصورة بنفس الأسم من تأليف Garth Ennis و Darick Robertson يظهر الجانب المظلم من صورة الأبطال الخارقين البراقة واللامعة في الأعلام, ويعيد تعريف مفاهيم الخير والشر, وينقل هذه المفاهيم الوردية والنظرية إلى الواقع ويتم التعامل معها سياسياً وتجارياً.
مسلسل مليئ وغني بالأفكار والنقد والكوميديا السوداء ومترفع بشكل جريء وذكي عن الخضوع للصوابية السياسية والضغوطات الليبرالية في هولييود فهو مسلسل حر فكرياً لأول مرة منذ سنوات. وقد شكل صدمة للعالم بوقت تعيش فيه صناعة الشاشة افلاس فكري مخجل, فأتى هذا المسلسل بكل سلاسة وعدم انتباه لينتقد كل شيئ تعيشه أميركا حالياً من فن وسياسة وثقافة ومجتمع ودين دون قيود أو اعتبارات.
من الناحية الفنية نحن نتكلم عن متعة غير متناهية من ربط الأحداث بكل تفاصيلها مع مشاهد من العنف المفرط, مع موسيقى ترفع الأدرينالين وتبقي المشاهد في حالة دهشة شبه مستمرة.
لكن أفضل ما قدمه مسلسل The Boys هو اضافة شخصيتين إلى الشخصيات التلفزيونية التي لن ينساهم العالم ابداً, الشخصية الأولى هي Butcher أو THE Butcher من تمثيل المبدع Karl Urban التي ينتظر ظهورها المشاهد كانتظار لاغارثا لراغنار, كتلة من الأثارة والاشباع الغريزي فهو يجسد الشخصية الرجولية القوية والنرجسية ويملك هدف واضح وصرامة وصاحب أذكى المواقف الساخرة وأفضل كاريزما بالمسلسل.
أما الشخصية الثانية فهي العظيم Homelander قائد مجموعة ال 7 لأقوى 7 أبطال خارقين. الشخصية من تمثيل Antony Starr الذي أبدع بتجسيد هذه الشخصية الجدلية والفريدة والمليئة بالمشاعر المتناقضة فنحن الآن نتكلم عن واحدة من أكثر الشخصيات تعقيداً وأفضل أداء تمثيلي على التلفزيون في هذه السنة كما وصفته بعض الصحف العالمية ولذلك خصصت مقالة كاملة فقط عن تحليل شخصية Homelander وسوف تنشر قريباً على سيناتوبيا حصراً.
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية
CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic