من منا لم يلعب تيتريس في حياته ولو لمرة واحدة ؟ لا أعتقد أنه يوجد انسان من جيل التسعين على الأرض لم يلعب تيتريس أو على الأقل شاهدها في مكان ما.
من شدة بساطتها قد نعتقد أن صناعتها وتوزيعها لم يستغرق الاسبوع لا أكثر وهي عبارة عن منتج تجاري تافه مصنوع للتسلية فقط, لكن ماذا لو اكتشفنا لاحقاً أن هذه اللعبة التافهة كادت أن تُسبب أزمة دبلوماسية بين واشطن وموسكو !! بالفعل هذا ما حصل وهذا ما صوره فيلم Tetris المُقتبس من قصة حقيقية عن بداية ظهور اللعبة إلى أن تم بيعها بشكل هائل عالمياً وأصبحت جزء أساسي من كل عائلة بعد عام 2000
الفيلم يتناول قصة لعبة تيتريس التي طورها عالم معلوماتية سوفييتي يدعى Alexey Pajitnov وحاولت أضخم شركات المعلوماتية في أميركا واليابان من شراء حقوقها ومنها مايكروسوفت وأتاري, لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة فدخول الاتحاد السوفييتي المُترهل ليس كخروجه. فهذه اللعبة ظهرت في بداية تطور صناعة العاب الفيديو في العالم وفي مرحلة تاريخية حرجة سياسياً بين الحلف الغربي بقيادة أميركا والحلف الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي قبل انهياره بثلاث سنوات, لعل هذه القصة تعتبر واحدة من آلاف القصص التي تعبر عن الصراع الحاد والتسابق التقني بين القطبين.
بالطبع الفيلم كان من منظور أمريكي بحت ومليئ بالرسائل السياسية, لكن ليس بالضرورة انحياز, وقد يكون واقع غير مبالغ به, لأننا نعلم سياسة الاحتكار المتطرفة التي فرضتها قيادة الاتحاد السوفييتي على الاقتصاد ونعلم أيضاً مستوى الفساد والقذارة الغير علنية للشركات الأميركية, وهذا ما أظهره الفيلم بشكل شبه عادل.
اخراج الفيلم استطاع خلق حالة توازن متماسكة جداً في تصوير مرحلة تاريخية انتقالية بعيدة كل البعد عن التماسك, فصبغ الفيلم ككل بطابع ال Pixel هو تعبير عن ارتباط الحداثة المتزعزع ببقايا النظام العالمي القديم وانتقاله إلى مرحلة جديدة لا مفر منها.
تمثيل Taron Egerton نجم فيلم Kingsman الملفت أثبت جدارته التمثيلية وقدرته الهائلة على قيادة مختلف أنواع الأفلام. وبالطبع بالأضافة لكل الكادر التمثيلي الاحترافي الذي استطاع اللعب بإتقان عالي ضمن جميع عناصر العمل المبهرة كالديكورات والثيم العام والنص والموسيقى التصويرية.
معلومات عن الفيلم :
اخراج : Jon S. Baird
كتابة : Noah Pink
بطولة : Taron Egerton
CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic