OZARK الشياطين الخضراء والعقول الجوفاء (2)

عندما يتقدم لنا عمل تلفزي او سينمائي نسأل سوأل واحد ماهو المراد منه؟ !

مالذي سيقدمه لنا كمتابعين! ماهي رسالته! وبالطبع هذا واجب على صُناعه وليس بزائدة ممكن التخلص منها او تلافيها بشكل ما، اوزارك او Ozark مالذي حاكاه او مالتجربة التي قدمها؟

عندما نسمع عن المخدرات او غسيل الاموال او اي جريمة مشابهة طبعاً من المفترض بنا كبشر هو ردة فعل طبيعية منافية لما نسمعه وغير موافقة له بشكل مطلق! وطبعاً هنا اتحدث لو كنا بجنة افلاطون اليوتوبيا التي خلدها في عقله وتمناها لهذا العصر وليس كوكب الارض الذي نعيش به حالياً.

اوزارك قالها لنا بالجملة العريضة “العالم لا يجري كما يتمنى احد” بل الحياة تفرض واقعها القاسي علينا متجاهلة لك ما نمتلكه من اصول اخلاقية، عندما ترى المخدرات بالشارع اعلم جيداً ان مركز الشرطة في الحي قد صرح لها بكلمة “نعم”.
عندما ترى الجريمة المنظمة لا رادع لها فتلك هي كلمة دستور الانسان التي قالت لها لا تتوقفي ، شئتم ام ابيتم الشر يجري بقوانين البشر الخاصة وهم من يقولون كلمتهم الاخيرة دائماً بكل ما يحصل في العالم.

يمكنك مصارعة قوانينك الخاصة مثلك العليا واخلاقك مابين الحق والباطل وهذا ما يعتبر جوهر الانسان منذ الأزل لكن مهما حصل لا تتوقع الافضل او الاجمل من هذا العالم و”منذ متى؟ !” -كلمة مفتاحية مهمة- جرت الحياة كما اردنا؟ العالم لطالما امتلك ثيمة Ozark بداخله وتطور بناءاً عليها وليس عكسها.

كل انسان في داخله يمتلك غراب من بحيرة اوزارك ينعق ويصيح دعني اتحرر، Ozark جزء من الانسان الحديث وكود برمجي مرتبط باسس الحضارة الحديثة مهما حاولنا التمرد ضده او حاولنا المشي عكس تياره

ويندي ومارتي طوال المسلسل وهم يصارعون غربان تلك البحيرة الملعونة معتقدين (ساخرين من انفسهم) ان هذه الحياة ليست لهم… ولكن باللحظات الاخيرة من الحلقة الاخيرة كل منهم اعتنق غرابه وقدسه آل البيرد اصبحت عائلة الغربان السود لتلك البحيرة و روث لانغمور الغراب الابيض الذي عاكس مجرى حياته تنفس انفاسه الاخيرة مثبتاً لنا ان مهما حاولت ان تحارب مايحكمه هذا العالم نهايتك ستأتي دائماً.

عمل رائع على جميع الاصعدة يستحق النظر والمناقشة المستمرة على مدى اجيال كونه رسالة اساساً للاجيال القادمة.
ضجته ذهبت مع اعمال لا تستحق ضجتها ولكن ككل عبقرية تلفزية تستحق وقتكم بكل تأكيد.

قيم هذا المقال