دعونا نتخيل جسداً يعمل بيمكانيكية مطلقة ، وتناغم لا مثيل له ، له دوره في المجتمع والحياة وكل اعضائه لامانع لديهم باستهلاك نفسهم من اجل هذا الجسد… ماذا سيحصل لو تم زرع فيروس داخل هذا التناغم ?!
ماك او جاك نيكلسون في دوره قد اوصل لنا هذه الفكرة بشكل مثير لصدغ التفكير في الدماغ ، لقد كان الثائر والثورة في آنٍ واحد لهذه المؤسسة في الية العمل والدماغ الخاص بهم
اشبه بعدوى فطرية للعقلية السلطوية التي تمتلكها الممرضة راتشيد هي وطاقمها الطبي المناصرين للحكم المطلق والغير مقيد، كما قال توماس هوبز من اجل حفظ الامن والاستقرار يحق له ان يفعل كل شيئ في سبيله مهما تعسف واستبد وهو ليس مسؤولاً امامهم كما في النهاية عندما جعلت الشاب ينتحر من الخوف والرعب في سبيل فرض سيطرتها مرة ثانية على النظام التشغيلي لهذه المؤسسة النفسية.
ولكن من لم تحسب له حساب ابداً هو ماك الشخصية الثائرة التي لا تمتلك قيود الشخصية الحرة التي كانت الخطأ التشغيلي بمعادلتها التي كانت باستطاعتها ارساله للسجن مرة ثانية ولكن غرورها دفعها بأن تعتقد امكانية كتابتها كود برمجي جديد له تجعله عبد لها ولطاقمها وايقاعه بوهم الحرية ولكنهم ليس سوا عبيد تحت وهم الارادة الحرة نعم يمكنك ان تصوت نعم يمكنك ان تفعل ما تريد ولكن القرار ليس لك انت مسلوب الارادة انت آلة لا حول لها ولا قوة انت سجين واقع بوهم حريتك.
ماك بقي مصارعاً لتفكيرها وتفكير مؤسستها رغم ان النافذة امامه رغم انها يمتلك تذكرة اللاعودة لهذا المكان ولكنه بقي يبشر بافكاره وعقليته ساعياً لجعل البذرة تثمر ولكن للاسف نهايته كانت من اكثر النهايات المؤلمة بالتاريخ السينمائي واكثرها سعادة في نفس الوقت ماك مات وعاش في نفس اللحظة التي لفظ انفاسه الاخيرة بها
“يمكنك قتل ثائر ولكن لايمكنك قتل ثورة”
الافكار لا تموت ، الافكار تطير فوق عش الوقواق.
تحفة فنية خالدة ، تستطيع احياء الشغف في هذه الصناعة الشبه ميتة في اوقاتنا هذه مع جاك نيكلسون الذي لا يحتاج وصف هو وزملائه في فريق العمل ميلوش فورمان ابدع بما قدم.

GM in Cinatopia
Movie Critic