عندما دخلت قاعة السينما، كانت توقعاتي كعاشق لإيبل تسفاي The Weekend مرتفعة. كنت أظن أن هذا الفنان المبدع موسيقيًا سيحاول تصحيح سقطة The Idol، خصوصًا أن الفيلم مبني على قصة حقيقية حصلت معه على المسرح في إحدى جولاته الموسيقية في سنة 2022، حين فقد القدرة على الغناء، أو بالأحرى على استخدام صوته. وهذا بحد ذاته كابوس لأي مؤدٍّ أو فنان موسيقي.
بدأ الفيلم بتعريفنا على الشخصيات الأساسية من خلال لقطات طويلة، استلهمت ثيمها البصري من أجواء ألبومه الأخير. نرى إيبل، نجم في قمة مجده، يعتلي المسرح وسط هتاف الجمهور، لكنه محطم من الداخل: مدمن كوكايين، بقلب مكسور، دون حبيب أو صديق، سوى مدير أعماله وصديقه “لي”، الذي يلعب دوره باري كيوغان.
حسب السياق، “لي” هو صديق طفولة، لكن ظهوره المحدود في الفيلم، وغموض العلاقة بينه وبين إيبل، جعل من الصعب على المشاهد التعاطف معه أو حتى فهم دوره بشكل أعمق. بقي تركيزي، كمشاهد، منحصرًا على إيبل، وعلى شخصية “آني” التي أدّتها جينا أورتيغا.

الجو العام في بداية الفيلم كان واعدًا، وتمكن إيبل بذكائه الموسيقي من شدّ انتباهي، سواء كناقد يحاول الفهم أو كعاشق لموسيقاه.
حاولت قدر الإمكان أن أكون موضوعيًا وأنا أكتب هذه الكلمات. فموسيقى إيبل، وكلماته، رافقتني في لحظات كثيرة من حياتي، وعبّرت عن مشاعر لم أكن أقدر التعبير عنها. لكن مع دخول الفيلم في الفصل الثاني، بدأ التوتر السردي يضعف. شعرنا أن المشاهد تُروى كما لو كنا نكتشفها كأطفال، دون مسار واضح أو بنية تقودنا بثقة. ويبدو أن ذا ويكند، حين كتب الفكرة الأساسية، أهمل بناء العمق السردي، مما أدى إلى تعدد الحبكات دون إغلاق واضح لأي منها، حتى مع تتر النهاية.
ربما تبدو المقارنة ظالمة، لكنني خلال مشاهدتي تذكّرت فيلم The Wall الذي قدّمته فرقة Pink Floyd للترويج لألبومها
الشهير. ذاك الفيلم ما يزال يُعتبر مرجعًا كلاسيكيًا في السينما الموسيقية، لما يحمله من صدق بصري وروحي وثوري. وهنا، فشل ذا ويكند في ترجمة الوعود التي بدا الفيلم حاملًا لها. في مشهد وحيد، مع جينا أورتيغا، شغّل مقطعًا بصيغة Acoustic من أغنية Hurry Up Tomorrow لم يُنشر سابقًا، وكان ذلك المشهد كافيًا لأكتب هذه المراجعة. لكن خارج هذا المشهد، الفيلم يتراوح بين المستوى المتوسط والضعيف.
أما بصريًا، فقد اعتمد المخرج على الإبهار، وعلى الألوان الغاضبة، خصوصًا الأحمر الذي تكرّر كرمز للحب المختلط بالغضب، وللاضطراب النفسي الناتج عن الإدمان. كانت بعض المشاهد السريالية، التي أخذتنا داخل خوف إيبل وهشاشته، موفّقة إلى حدّ ما، لكنها افتقرت إلى عمق كتابي يُعزّز أثرها. ومع تسارع الأحداث وتقطّعها، بدأ الفيلم يفقد تماسكه، وانحرف في نهايته إلى استعراض موسيقي لأغاني ذا ويكند، بدا كمحاولة لملء الفجوات السردية بطريقة مزعجة أدبيًا.

حاول الفيلم أن يقدم نفسه كلوحة بصرية لعشاق ذا ويكند، وأنا أحدهم، لكنه فشل في الإمساك بقوس السرد، أو تطوير شخصيات تجذبنا فعلاً. لذلك، بقي ارتباطي به على مستوى تحويل الألبوم إلى صور، دون أي قيمة سينمائية تُذكر. وهذه السقطة تجعله يقف إلى جانب The Idol، رغم وعود ذا ويكند بأن لا يكرر نفس الأخطاء. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن أداء جينا أورتيغا وباري كيوغان، وحتى إيبل نفسه، أظهر صدقًا ما، خصوصًا في التعبير الجسدي وأداء الكاميرا.
نصل الآن إلى القوس الأخير من هذه المراجعة. فعلى الرغم من كل السلبيات، لا يمكن إنكار شجاعة إيبل في أن يحاول ترجمة عالمه الموسيقي السوداوي إلى الشاشة الكبيرة. لقد نجح تسويقيًا بلا شك، لكنه فنيًا ما يزال في بداية الطريق. يحتاج إلى مراجعة أعمق، وإلى أن يمنح مشاريعه القادمة بُعدًا أدبيًا أقوى. فالموسيقى والسينما فنّان مختلفان تمامًا، ولا يمكن لأي فنان موسيقي، مهما كان موهوبًا، أن ينجح تلقائيًا ككاتب أو صانع أفلام.
ورغم ذلك، لم أندم على المشاهدة. كانت تجربة جميلة، لفنان قريب من قلبي.

وفي الختام: ليس كل فنان موسيقي هو كاتب ناجح. رغم السردية القوية التي يصوغها إيبل في ألبوماته، إلا أن فيلم Hurry Up Tomorrow فشل كفيلم، لا كألبوم. ومع هذا، سأبقى ممتنًا لكل لحظة يظهر فيها على الشاشة، أو كل مرة يصدر فيها أغنية جديدة، فهو الفنان الوحيد الذي نقلني إلى ساحة راحتي، حتى باتت موسيقاه ترافق صباحاتي وتخفف عنّي عبء الأيام

Writer and Movie Critic