النار بالنار يُظهر تطور واضح في الدراما اللبنانية

عانت صناعة الدراما التلفزيونية في لبنان ولمدة طويلة من ضعف كبير وشلل شبه تام في عملية الأنتاج الدرامي , ولذلك أسباب كثيرة , أهمها تجاهل أو عدم التركيز على معطيات وخصائص الأداء التمثيلي أمام الكاميرا خلال مرحلة بناء خصائص الأداء التمثيلي أمام الجمهور ولذلك نجد أن المسرح اللبناني متفوق جداً ويعتبر من أهم المسارح في الوطن العربي , أما الدراما التلفزيونية فلم تحظى بنفس حجم الأهتمام والاندفاع.

نلاحظ اليوم أن الأنتاج الدرامي في لبنان يعيد ترتيب منظوره ويقدم شكل متقدم للدراما اللبنانية قد تكون خطوة أولى لقاعدة أكثر ثباتاً مُحاولة بذلك الابتعاد عن التركيز فقط على الأستعراض التجاري والميل نحو صناعة محتوى فني حقيقي وقيّم.

قد نلمس هذا التطور من خلال بروز أسماء ممثلين وممثلات بشكل غير مسبوق على الشاشة الصغيرة بهذا الحجم , كالموديل ساشا دحدوح في دور قمر الذي أدته بكل عفوية والممثلة زينا مكي في دور سارة المميز الذي أدته بكل اخلاص , والممثل المسرحي طارق تميم في دور جميل المثير للجدل الذي قدمه بشكل واقعي وقريب للجمهور , والممثل طوني عيسى في دور ذكريا الشخصية المتزمتة والتي أداها بشكل احترافي ومُتقن وقد تكون من أفضل الأدوار الشريرة أهمية في المسلسل من الناحية الفنية بعد دور عمران للعملاق عابد فهد , ولعل أكثر ما لفت انتباهي هو دور رؤى للشابة فيكتوريا عون التي قدمت أداء ممتاز أمام كم هائل من المحترفين , وبالتأكيد العريق جورج خباز في دور عزيز المحوري.

يجب الذكر أن جميع من ذكرتهم لهم مكانتهم الفنية والجماهيرية سابقاً لكن الآن أنا اخصص حديثي عن حضورهم الدرامي التلفزيوني حصراً.

لكن وبالرغم من هذا التقدم الملحوظ في الكوادر الفنية والتمثيلية في مسلسل النار بالنار لكن ما تزال التجارب الدرامية اللبنانية في عمومعا خجولة نوعاً ما وتحتاج للكثير من التغييرات.

2 صوت - التقييم 5.1