الممثلة السورية السابقة لويز عبدالكريم عن (ابتسم أيها الجنرال)

بينما كان عمل House of Cards في مراحل كتابته وإنتاجه وعروضه , تغير على الأقل رئيسين أميركيين و لم يكن عملاً وثائقياً .. كان يدمج بين الخيال و الحقيقة ولم تقم القيامة ضده أو ضد الشاغلين فيه.

يحق لكاتب العمل الفني أن يستخدم خياله ويستحضر مواقف عاشها أو سمع عنها ليغني نصه.

بالتأكيد هنا لا وجود لمقارنة عمل صُنع في هوليوود مع عمل صُنع بأقل الموارد الانتاجية ليحكي قصة عظيمة.
أما توافقنا من عدمه مع طروحات عمل ما فهذا شأن يتبع لمزاجنا الشخصي وموارد ثقافتنا. فما يشغل بالي مثلاً أن الكثير من متابعي الأعمال الرمضانية يشاهدون إلى حد الآن باب الحارة رغم أفكاره المتخلفة والغبية والعنصرية ضد النساء و الفقراء وأبناء الأرياف .. رغم صورته الساذجة وطريقة كلام شخوصه المكررة. بالمقابل لا يتابع عمل يبحث في عوامل نفسية أحد شخصيات العمل مثل مسلسل صانع الأحلام الذي أبدع فيه الكاتب والممثلين مع المخرج على حد سواء.

تعود جمهور التلفزيون على الأعمال التي تطرح أفكار البطل الواحد أو الذكورية العفنة مثل أعمال البيئات الشامية والأعمال التركية التي تصلنا. رغم وجود مئات الأعمال التركية المهمة الا أن مضخة الانتاج الخليجية لا تستقدم سوى الأعمال الخفيفة التي لا تحمل فكراً سامياً .. وتُروج لأعمال دينية من منظور احادي لا يقبل الشك.

بالطبع هذا ناتج عن الجهل والتجهيل الممارسين من قبل صناع القرار في بلاد يحكمون بسطوة الدين والعسكر لحماية مصالحهم الشخصية دون الاهتمام بالنهوض بالمجتمع.

جاءت هذه التدوينة بعد الضجة الكبيرة المنتقدة لعمل ابتسم ايها الجنرال الذي يحمل الكثير من الجرأة التي لم نعهدها في أعمال سابقة على مدى أعوام .. تعودنا على تمجيد رجالات السلطة والدين , لم يكن نقد هذه الفئة بالشئ السهل بل كان يتم المرور عليها على سبيل الضحك كي لا نخرق الممنوع.

العمل لم يتم شراؤه و انتشاره بالقدر المأمول فهو بذلك خاسر انتاجياً وهنا الوم الجهة المُنتجة لبخلها فيما قدمته للعمل من الاهتمام بالصورة والموسيقا والديكور , وهو ما كان يجب أن يتم ضخ أموال كبيرة ليصبح عمل تريند. فهذا أول عمل يحكي عن سلطة بشكل مباشر وينطبق على العديد من بلادنا الغارقة في القمع و الجهل من الديكتاتوريات المتنوعة.

لذلك ارى انه من الجيد دعم العمل مثلما دعمنا أول صرخة حرية و أول كتابات على جدران المدرسة … هو كالطفل الذي تجرأ على الحلم و خطى نحوه و هو يحبو.

تحية للمثلين الشجعان لخوضهم هذه التجربة رغم كل المصاعب التي مازالت تواجههم.

كتابة : لويز عبدالكريم


ملاحظة : سيناتوبيا لا تتبنى بالضرورة جميع الآراء التي يتم نشرها على المنصة

7 صوت - التقييم 5.2