هناك الكثير من القوانين لحماية أموال الرجال حتى في وقت الحرب، ولكن لا يوجد شيء في الكتب يقول أن حياة الرجل ملكه.
في عام 1947م، تم وضع كاتب السيناريو الناجح دالتون ترومبو (براين كرانستون) وشخصيات أخرى في هوليوود على القائمة السوداء بسبب معتقداتهم السياسية.
الفيلم كما هو واضح من بطولة العظيم براين كرانستون، وكما هو واضح الفيلم أيضاً إثبات على أن هذا الممثل يستحق اسمه بجدارة مطلقة وأن هوليود كان عليها معرفته مبكراً.
لنتحدث قليلاً عن الفيلم بشكل رئيسي أحداثه تقع مابعد الحرب العالمية الثانية بحوالي السنتين التي طبعاً كانت فترة عصيبة، وخلال هذه الفترة ظهر إشعاع بريق المؤلف الموهوب دالتون ترامبو أحد أيقونات هولييود في الثلاثينات إلى أواخر الأربعينيات في القرن الماضي وسط مسيرة ناجحة وشهرة طاغية.
حيث تبدأ المصائب تنهال على شخصيتنا بسبب اعتقاد الحكومة انه شخص متحيز للشيوعية.
وبعدها يقوم الكونغرس الأميركي بدون تردد بحجبه عن عالم السيناريو والتأليف في هوليوود ووضعه باللائحة السوداء بسبب توجهاته..
إتهامات الرأي واختلافاته لطالما كانت مثيرة للإهتمام في العالم البشري منذ فجر الخليقة هناك من يكون متحضر ويسمع الآخر، وهناك من يمتلك القوة إلى تدمير الرأي الآخر لمجرد أنه لا يعجبه أو لا يتفق معه هذه هي اللاصقة التعريفية للجنس البشري.
رحلة دالتون ترامبو رحلة كفاح فكري وإرادة لإيضاح رأيه بشكل سلمي ولمجرد اختلافه تم حجبه لفترة طويلة، نحن هنا لا نتحدث عن الآراء بحد ذاتها ولكن كيفية تعاملنا معها كجنس متحضر لطالما كانت سيئة إن كنت شيوعي، ديموقراطي، ليبرالي، …الخ توجهات دينية وغير ذلك، فدائماً نتعامل مع بعضنا البعض بثقافة اقصائية مؤلمة لا نستطيع تقبل بعضنا البعض ولا احترام بعضنا البعض كفصيلة امتلكت أداة للتفكير تدعى العقل هذا هو نحن”البشر”
دالتون هو مثال على ذلك ومثال على ماذا يمكن أن يفعل الإنسان ليفرض رأيه على أخيه الإنسان.
حتى السينما وعالم الفن السابع لم يسلم من ثقافة الإقصاء والفرض الإجباري للآراء كالذي تفعله Netflix و Disney في الفترة الأخيرة…
نأتي للسؤال الأهم هل هذا الفيلم يستحق المشاهدة منكم ووقتكم؟!
بكل تأكيد، إحترافية إخراجية سيناريو متقن وكل كلمة لها وزنها وتستحق أن تسمعها، و أداء تمثيلي رائع ترشح براين بسببه للاوسكار كافضل ممثل في دور رئيسي وأظن أن هذا كافي، رحلة ساعتين سينمائية ممتعة وتمتلك أثر من روح الفن السابع الحقيقي.

GM in Cinatopia
Movie Critic