قصة العملاق المهاجم هي قصة حكمها المنطق والنظام لفترة طويلة فرض علينا بها Hajime Isayama منظومات وبوصلات أخلاقية معينة تعاملنا معها بمنظار هاجيمي الواقعي الذي لطالما أراد منا استخدامه.
بغض النظر عن إختلاف منظومات التفكير المسيطرة لدى شخصيات القصة لكن كل منهم امتلك دافع معين طريق مشى عليه ليحقق غايته ومبدأ تعيش الحكاية من خلاله
“أنا لست أسود او أبيض أنا في المنتصف أميل لهناك أحياناً وللطرف الآخر تاراةً اخرى ولكن لست ذو لون واحد”
ما الذي حصل اذاً في الفترة الاخيرة من الحكاية ؟ ما الخلل ؟
هاجيمي ضرب بمبادئه عرض الحائط وكأنها لم تكن وقال سأحول عقدة حكايتي إلى عقدة البطل والشرير الكلاسيكية التي اعتدنا مشاهدتها في أفلام السوبر هيروز بقالب مستهلك بشكل كبير للأسف، ولكن عقولنا تعمل بطريقة غريبة جداً تجاه الحكاية والفترة الأخيرة منها لسوء الحظ، فتراها دائماً تبحث عن نظام ونمط حتى في العشوائية المطلقة.
يا ترى كم هو عدد الأشياء الغير عقلانية التي حدثت في العشرة فصول الأخيرة من القصة و العشوائية التي مرت بها شخصيات حكمت عقلها بالمنطق سابقاً منذ بداية القصة ونحن نظن أنها تحدث ضمن خطة و لغاية ما؟
وهم الغائية الذي حكم القصة في الفترة الأخيرة هو الذي يجعل الشخصيات تستمر “بالمضي قدماً” كلهم دون استثناء اعتقدوا انهم يفعلون مافعلوه لغاية ما لهدف نبيل في نهاية الطريق أرقنا الدماء لسبب ، قتلنا رفاقنا لسبب ، حطمنا ديارنا لسبب ، دمرنا العالم وجلبنا له يوم القيامة لسبب ولكن للأسف حتى بطل القصة لايعرف لماذا فعل هذا
“لقد أردت أن أفعلها بشدة فقط لا أعرف لماذا”
بإعتراف ضمني منه عن عشوائية فعلته الشنعاء.

وهم الأمل في نهاية النفق هو الوهم هو الذي سيطر على حكايتنا وشخصياتها حتى عاد عليهم هذا بالسوء رغم كل ما حصل ورغم كل شيئ الدائرة كررت نفسها بعبثية مطلقة واعادت الجميع لنقطة الصفر وكأن شيئاً لم يكن.
فكرة أن الأفعال أحياناً بلا أسباب وأننا لا نستطيع أن نمنطق الأحداث هي فكرة تُرعب مجتمع القصة بعالم ايسياما ..وهذا مانراه في تصرفات شخصية ايرين او راينر او جان أثناء أحداث كثيرة منذ غارة ليبيرو إلى لحظات معركة السماء والأرض، فكل منهم يحاول تقديم تفسيرات لا أساس لها في الواقع، ولكنها محاولات لنزع فتيل هذه الفكرة المخيفة في عدم عقلانية كونهم.
القصة برمتها هي مثال يجسد العبث .. وهي تمثل المحاولة الغير مجدية من الشعبيين المارلي والايلدياني لفرض العقلانية على كون غير عقلاني.
باختصار .. التفسيرات الانسانية لامور غير انسانية ليس لها معنى ولا يمكن أن نمنطقها .. ولكن لأن المارليين والالدييان يجدون صعوبة بتقبل هذه الفكرة فإنهم يحاولون باستمرار إيجاد المعنى في هذه الحلقة المفرغة من الكراهية ومحاولة منطقتها.
مصطلح عبث أو عبثي يصف هذه المحاولات الغير إنسانية الغير مجدية في سبيل إيجاد هذا المعنى الانساني (الغير موجود).
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية
Music Credits : Erenn Myers – El Jäger – horns and trombone and Mr. Levi – Copyright Disclaimer Under Section 107 of the Copyright Act 1976, allowance is made for “fair use” for purposes such as criticism, comment, news reporting, teaching, scholarship, and research. Fair use is a use permitted by copyright statute that might otherwise be infringing. Non-profit, educational or personal use tips the balance in favor of fair use”

GM in Cinatopia
Movie Critic