المسلسل الذي أثار الجدل منذ اعلانه الأول 1899 قد أحاك سردة معقدة رائعة. وبالتعمق أكثر بتفاصيله نلمس تأثره الواضح بمسلسل West World من الناحية الدرامية لكن مع اختلاف كبير بالنظرية المطروحة التي اعتمدت بشكل أساسي وجسدت نظرية الكهف عند أفلاطون التي ترمز إلى أن النفس الانسانية أشبه بسجين مقيد بالسلاسل, وُضع في كهف، وخلفه نار ملتهبة تضيء الأشياء وتطرح ظلالها على جدار اقُيم أمامه، فهو لا يرى الأشياء الحقيقية بل يرى ظلالها المتحركة، ويعتقد أنها حقائق.
لكن المسلسل لم يكتفي بتجسيد الواقعية الأفلاطونية بشكل صوري بل قام بتطويرها بما يتناسب مع الأمكانية العلمية في الواقع والمستقبل وهنا يظهر تأثير فيلم الخيال العلمي الأضخم The Matrix حيث طال تأثير الماتريكس جميع محاور العمل لكن من منظور أدبي ووجداني.
المسلسل يحاكي قدرة العقل الهائلة على خلق واقع وهمي والأيمان به بشكل مطلق والغرق به, فالمسلسل لم يهتم بكيفية حصول ذلك أو الأسباب العلمية لحصول ذلك إلا بشكل هامشي لكنه فضل التركيز على ذروة تلك الأحداث الأفتراضية, بعكس الماتريكس الذي اهتم بتفسير الحقيقة منذ اللحظة الأولى, لذلك أنا باعتقادي الشخصي أرى أن مسلسل 1899 بالرغم من اختلاف طبيعة نظريته والحقل الذي تدور به, لكنه يجسد بشكل ما المنظور الأدبي للماتريكس.
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic