كيف تلاعبت هوليوود بشكل السيد المسيح الواقعي وحولته إلى شاب أوروبي أشقر

لا تكتفي هوليوود بالتلاعب وتشويه الحقائق في التاريخ الأميركي فحسب بل تُعطي لنفسها الحق بالمساس بجميع ثقافات العالم بدون أدنى نوع من المصداقية العلمية.

لم ولن يتوقف الأمر على كليوباترا أو غيرها من الشخصيات المؤثرة بل تشويه هوليوود للحقائق التاريخية يطال كل شيئ في العالم ولعل أكثر من تم التلاعب وتشويه تفاصيله عبر التاريخ هو السيد المسيح الذي حولته هوليوود إلى شاب أبيض أوروبي أشقر ليتناسب مع معايير الجمال الأوروبية, كمحاولة منهم لتصوير هذه المعايير على أنها الكمال المطلق, على الرغم من أن هذا الشكل الذي تم الترويج له غربياً لا يمت لشكل السيد المسيح الواقعي بصلة.

بدون أدنى شك أن هذا التصور الهوليوودي للسيد المسيح لا يستند على أي بحث علمي حقيقي, بل هو تصور أدبي فني لا قيمة علمية له, بينما الوصول إلى تصور تقريبي واقعي لشكل يسوع المسيح يحتاج إلى خبراء في الكثير من المجالات, كعلم الوراثة والنمو البشري والتنمية, وعلم الإنسان وعلم العظام البشري, حتى المجالات التي تبدو بعيدة مثل التغذية وطب الأسنان والتكيف مع المناخ قد تلعب دورًا في هذا النوع من التحقيقات, وهذا بالفعل ما قام به بعض علماء الآثار البريطانيون لإنشاء ما يعتقدون أنه الصورة الأكثر دقة للوجه الأكثر شهرة في تاريخ البشرية.

صورة تقريبية للشكل الواقعي للسيد المسيح بعيداً عن التصورات الغربية

وحتى بدون أي أبحاث علمية دقيقة لا يمكن منطقياً تصور شكل السيد المسيح كأبيض وأشقر لأنه شرق أوسطي من بلاد الشام وشكله يجب أن يكون كذلك. أي شكله يجب أن يُستمد من شكل شعوب المتوسط فقط.

بالتأكيد لهذا التنميط أجندات ثقافية لم تتغير أساسياتها بل تغير شكلها فقط بحسب التغيرات السياسية في الداخل الأمريكي فقبل 10 سنوات كانت هوليوود تحاول تبييض كل شيئ أما الآن تعمل على تسويد كل شيئ ولم تحاول أن تكون بتاريخها واقعية فقط بدون تحيز.

2 صوت - التقييم 6
Tags: 2826