الكثير شبه فيلم الرعب No One Will Save You لفيلم A Quiet Place كونه فيلم صامت, لكن انا شخصياً أعتبر ان هذا التشبيه ليس دقيقاً بل الفيلم يشبه بجوهره فيلم US الذي كان يجسد بداية مكتملة لنمط أفلام رعب جديد يحمل قضية وليس فقط تحفيز للأدرينالين.
قصة فيلم No One Will Save You باختصار هي عن شابة تعاني من القلق وتعيش وحيدة في منزل كبير في منطقة شبه منفية وتعرضت لمحاولة اختطاف من كائنات فضائية.
فيلم يحمل كم كبير من المعاني والاسقاطات وبهذه المقالة سأستعرض لكم بعضها مع تحليلي الخاص له.
برأيي أن كل ما حصل مع الشابة (براين) هو صراع نفسي داخلي ولم يحصل فعلاً في الواقع بل كل تلك الأحداث المخيفة هي تعبير عن الصدمة والحزن التي تعيشه كفرد بسبب تجاربها القاسية في الماضي ومحاولة منها لتأنيب الذات بسبب أخطائها الكارثية السابقة التي أدت لقتل صديقتها, ما أدى لنبذها من مجتمعا ومحيطها.
أما من زاوية أكثر عمومية فيمكن فهم أحداث الفيلم وكأنها محاكاة لحال جيل الألفية والكم الهائل من الصدمات التي تعرضوا لها في سنوات تكوينهم, فقد عاش جيل الألفية حروباً متعددة، وأوبئة، والعديد من أزمات المخد*رات، وأزمات مالية وكوارث طبيعية وتطول القائمة. وحالة الصراع التي عاشتها “براين” تمثل جيل الألفية باختصار.
في نهاية الفيلم استطاع الفضائيون اختطافها وعند دراسة حالتها النفسية استطاعوا معرفة السبب الشخصي وراء حزنها العميق فسمحو لها بالذهاب, وهذا برأيي دليل على أن الفضائيين هم اسقاط لها نفسها, وهم رفاق تجربتها في التعمق بنفسها بغية فهم ذاتها أكثر كي تتغلب على ضغوطاتها كي تستطيع تغيير نظرتها للعالم, واطلاق سراحها هو ليس الا اعطاء نفسها فرصة ثانية لتعيش حياة أكثر سعادة وقبولاً.
يُظهر المشهد الأخير “براين” وهي سعيدة وترقص مع نفس سكان المدينة الذين تجنبوها في وقت سابق من الفيلم. وفي الخارج، كانت ما تزال السفن الفضائية تحلق في السماء وتختطف بشراً آخرين وتنفيهم, فالمقصود بهذه النهاية أن الحياة ستستمر بالرغم من كل المصائب في العالم وأن الفرد لا يمكنه حل كل شيئ لوحده وهو يستطيع أن يعيش سعيداً ويجد مكان مريح له في هذا العالم المظلم.
CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic