أحد عشاق Peaky Blinders في تصريح حصري لمنصة سيناتوبيا يقول به “في زمن أصبح فيه ريو وطوكيو أبطال أكشن فأعلم أن توماس شيلبي يبكي الآن في قبره” ومن ثم اختفى خوفاً من هجوم ال Movie Newbies
لا أعلم إذا كنت أنا الوحيد الذي يقف بصف الدولة ضد العصابة الحمراء، لكن لهذا الموقف أسباب منطقية سوف أشرحها بهذا المقال
العمل من الناحية الفكرية مهم جداً وخاصةً من حيث الغوص بأعماق النظام الاقتصادي الغربي ونقده له بأسلوب أكشن ممتع، حتى استطاع أن يجذب عطف أغلب المشاهدين لدرجة تأييدهم لمجموعة إره*بية مسلحة ضد ذلك النظام المالي التقليدي، وأنا منهم أيضاً لكن فقط من حيث المبدأ، فأنا أتعاطف مع العصابة التي تعبر عن تطلعات الشعب بنسف النظام الاقتصادي المقيت الذي يمتص دم البشر بكل برود وهدوء تحت غطاء قانوني يحميه من الأتهامات والعواقب، لكن هل فعلاً سبب السطو كافي حتى نتعاطف مع مجموعة شبان ظهروا من اللامكان واستطاعوا أن يسطوا على بنك اسبانيا وسرقة احتياطي الذهب وكل ذلك مع تأييد شعبي؟ الفكرة بحد ذاتها استخفاف بعقل المشاهد!
العمل من النواحي الفنية بشكل عام ممتاز وممتع جداً وأفضل عنصر هو الموسيقى التصويرية والسيناريو الجذاب الذي يدعو للإصغاء، التمثيل يتراوح من الجيد للممتاز وبرأيي الشخصي هناك تركيز مبالغ به على شخصيات لا تستحق ذلك الحب الهستيري كشخصية (برلين) الذي يمثل الشخصية الأكثر شراً بالعصابة، كأداء تمثيلي هو ممتاز لكن غير متفرد ولم يقدم شيء مبهر تحفظه الذاكرة، وما لم أستطع فهمه حقاً هو محبة النساء له بشكل مفرط بالرغم من كونه الشخصية الأكثر استحقاراً للمرأة بكل المسلسل.

شخصية (طوكيو) الشخصية الأنانية والمزعجة ودائماً ما تتظاهر بلعب دور القوية والقادرة على الفوز فقط لأنها قررت الفوز، أما شخصية البروفيسور هي من الشخصيات المميزة فعلاً وتأدية الدور دقيقة للغاية لكن للأسف ينقصه قوة الحضور.
طريقة شبك القصة مزعجة جداً، فهو تشابك غير منطقي، سرعة ردور فعل العصابة غير منطقية وأقرب لتكون خيال هندي، ذكاء العصابة الخيالي الهش استطاع التفوق على أهم محققين الشرطة الذين قضوا سنوات من عمرهم العملي في مجال التحقيق والجريمة، فمن غير المنطقي أن تربح عصابة المراهقين الورقية أغلب المعارك سواء المباشرة المسلحة وغير المباشرة العقلية، فنحن هنا لا نتكلم عن مسلسل فانتازيا أو أبطال خارقين بل هو عمل مصنف جريمة – دراما – أكشن.
هذه الحالة من عدم التوازن بالقوة انعكست سلباً ضد المسلسل لأن المنافسة ليست بين عصابة وشرطة فقط بل بين عصابة عاطفية غير مؤهلة ضد قواة خاصة وأجهزة أمنية رفيعة المستوى وليست شرطة جنايات، لكن المخرج أظهر المسلسل وكأنه لعبة فيديو والبروفيسور يلعب بها بكل أريحية لدرجة أنه بكل سهولة استطاع قلب ولاء محققة أربعينية صارمة تعمل بالخدمة الأمنية لسنوات عديدة وسحبها للعمل لصالحه بدافع الحب وكل ذلك خلال نصف ساعة من محاولات الإقناع فقط.
مسلسل مزعج للعقل، حتى وبعد ظهور شخصية مميزة قد تقلب موازين المسلسل وتعيد الصواب والتعقل قليلاً لهذا الجنون الإسباني وهي المحققة صاحبة الكاريزما الأقوى في المسلسل Alicia Sierra استطاع المؤلف الغبي Álex Pina بتخريب هذه الفرصة الذهبية بتصليح العمل بكل براعة وقرر أن تولد المحققة بنفس اللحظة التي تلقي القبض على البروفيسور المحظوظ في كل مرة، هذه سخرية لم أرها في حياتي في أي عمل تلفزيوني أو سينمائي من قبل!
يبدو أن طريقة السرد بالمسلسل مستوحات من الأسطوة Death Note لكن طبعاً دون النجاح بمحاكاته أبداً ولا بأي شكل لأن الأنمي الأفضل بعالم الجريمة Death note هو تصنيف فانتازيا مع ترابط منطقي وعقلاني وعبقري، فشخصية L هي عبارة عن بناء حالة توازن في العمل وهذا برأيي كان يجب أن تكون وظيفة المحققة الشرسة Alicia في قصة La Casa De papel لولا لمسة المؤلف الحمقاء.
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic