لم تخيبنا شركة “Dream Work” يوماً, فجميع أفلامها الهمتنا وسحرتنا, ولحد الآن هي تستمر بالعطاء الفني الخالص دون تلويثه بالصوابية السياسية والأمراض الجنسية والعقلية الجديد.

عاد مدرب التنانين المخرج Chris Sanders بأيقونة جديدة في عالم الأنميشي لن تنساها ذاكرة الجيل ابداً وهي The Wild Robot التي تحكي عن قصة عاطفية من منظور ضروري وغير مسبوق في عصر بردت فيه المشاعر وأصبحت بلا معنى.

قصة الروبوت البري ليست قصة عادية، بل جاءت في مرحلة انتقالية حساسة أخذت فيها الآلة حيزاً ضخماً من مكانة الإنسان ككائن عاطفي، حيث خلقت شرخاً هائلاً من الفراغ الذي لم يعد بالإمكان التئامه.

جاء الروبوت “روز” ليستكشف هذا الفارق الهائل بين العفوية والفطرة وبين التنظيم الصارم والاستهلاكي, ومن خلال هذه الرحلة الاستكشافية التي جائت بالصدفة, قام الكاتب “Peter Brown” بخلق حوارات عميقة جداً من شأنها توضيح الفروقات الجوهرية بين الآلة والكائن الطبيعي التي من شبه المستحيل أن تتمكن الآلة من فهمها.

هذا الأمر خلق صراع داخلي بين الروبوت “روز” ونفسها, فهي مبرمجة على الأرقام وال 0.1 والخوارزميات الرياضية المعقدة التي تستطيع فهم وتحليل أعقد المسائل المادية في العالم, لكنها وجدت نفسها عاجزة أمام مسائل أبسط من برمجتها بملايين المرات, وهي المجردات والعواطف والعلاقات والمبادء والأخلاقيات والعائلة والتضحية والحب والكره وكل ما لا يمكن اخضاعه للفيزياء والأرقام.

في البداية لم تتمكن “روز” من فهم ماذا يحصل حولها, فهي مبرمجة على اتمام مهماتها بشكل آلي فقط. لكن التجربة والعيش بمجتمع طبيعي علمها بالنهاية ما معنى الارتباط بالمكان وما معنى العائلة وما معنى التضامن ومدى قوة هذه المفاهيم التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال تفكيكها.

اخراج مبهر وحيوي جداً استطاع تكوين حالة مفارقة بسيطة وواضحة لمسألة الفجوة التطورية التي حصلت بالسنوات الأخيرة بين الطبيعة والآلة.

موسيقى تصويرية أضافت الجزء الأكبر من التأثير العاطفي للمشاهد التي قد تجعل أي شخص يبكي في مرحلة من مراحل الفيلم

رسومات والوان مميزة تُعطي طابع دافئ ومريح بالرغم من الأحداث الصاخبة التي تحصل على مدى الفيلم

1 صوت - التقييم 10

من Mark Sarko

CEO-Founder of Cinatopia Movie Critic