قدم هذا الفيلم نسخة فانتازية وكوميدية متناثرة من الحقبة التوراتية. تدور أحداثه خلال فترة الظهور التطوري للمسيحية في عام 33 م.

حاول كلارينس بطل الرواية (ليكيث ستانفيلد) أن يسعى إلى استقطاب وجذب اتباع المسيح له والتملق من خلال محاكاته للمسيح الحقيقي. كان يعتقد أن المسيح لديه قدرة لاستحضار الأرواح وقوة سحرية خاصة. كان يحسد أخاه “توما” الذي كان أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر وشعر بالخيانة عندما حُرم من الزمالة والعضوية الرسولية. وبالنظر لتجربته الشخصية القاسية والأزمة الأخلاقية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، مثل سباق الخيل في العربات، وقتال الحلبات والراقصات المهلوسات، والفقر المدقع، فقد توصل كلارينس في النهاية إلى الإيمان بالله عن طريق المسيح.

يعتبر الفيلم فريد من نوعه ومميز من ناحية الخلط الغريب الذي قدمه بهذه الجودة العالية, فالفيلم فانتازيا تاريخية ودينية بالمطلق, مستوحى من بعض الأحداث التوراتية والانجيلية, لكن في خط درامي آخر, خارج عن النصوص, يقدم نفس الشخصيات الانجيلية والمواقع الجغرافية الحقيقية لكن بطابع تخيلي وبُعد كوميدي.

يحتوي الفيلم على الكثير من المشاهد الكوميدية المضحكة جداً التي تسخر من العديد من القصص الانجيلية, لكن قد تكون مبالغ بها وغير مقبولة بالنسبة لبعض المؤمنين, إلا أن جميع أحداث الفيلم تهدف في النهاية للتمسك بالإيمان, وتم تصويرها كنوع من تفنيد للحجج والمآخذ التي يطرحها غير المؤمنين, ويعطي فكرة عامة بأنه بغض النظر عن جميع التناقضات والشكوك المنطقية إلا أن المسيح هو الحق ولا يمكن فهم ذلك إلا بالإيمان قبل التسليم.

الفيلم من الناحية الفنية يعطي انطباع مسرحي بطريقة ادارة النص والتمثيل. وجميع الممثلين أعطو أداء جيد وخصوصاً LaKeith Stanfield الموهوب جداً.

الموسيقى التصويرية وانتاج بعض اغاني الراب المخصوصة للفيلم بطريقة دقيقة جداً لتحاكي الحقبة الزمنية هي واحدة من أكثر العناصر أهمية, وأعطت الفيلم روح أكثر حيوية للصورة الفانتازية المطروحة وملائمة جداً للبيئة المتداخلة بين الثقافة الافريقية والشرق اوسطية.



2 صوت - التقييم 10

من Mark Sarko

CEO-Founder of Cinatopia Movie Critic