فيلم CIVIL WAR يُظهر أن العلاقات الأنسانية في المجتمع الأميركي أبشع من الحرب الأهلية

فيلم Civil War الذي أثار الجدل والقلق في المجتمع الاميركي بحسب ما تم الترويج له قد خرج ليكون خيبة فنية وكارثة أخلاقية, وأعتقد أنه بالفعل يسبب القلق لكن ليس فقط من تنبؤه بحدوث حرب أهلية لكن بسبب ما يحتويه من مضمون سيئ أخلاقياً يعكس به طبيعة المجتمع الأميركي الأنانية حتى بوقت عصيب يحتاج التضامن كهذا.

فيلم سيئ اخراجياً ومليئ بالهفوات واللقطات الغير منطقية, وبالرغم من ميزانيته التي تجاوزت ال 50 مليون دولار إلا أن أغلب المشاهد فارغة وتفتقر لكم هائل من التفاصيل لتعزيزها, فهو لم يُظهر فظائع وويلات الحرب الأهلية بشكل كافي وهذا ما جعل أغلب احداثه باردة جداً وخالية من العواطف والروح الانسانية وكأنه مصنوع بالذكاء الصنعي.

سيناريو وتراتبية أحداث ضعيفة جداً, فهو حرفياً بدأ في نهاية الأحداث التي لم يتم توضيحها على الاطلاق, فالمشاهد حرفياً لن يعلم أي تفصيل عن ما يحصل, فهو يعلم ان هناك حرب أهلية فقط ولم يتم شرح أي جزئية اخرى, وهذا ما جعله فيلم عبثي دون أي قيمة لا فنية ولا تقنية ولا أدبية.

التمثيل مقبول من كافة الممثلين لكن شخصية Lee Smith التي أدت دورها الممثلة Kirsten Dunst هي شخصية مستفزة لأبعد الحدود, وهي مثال للشخصية الباردة الطفيلية كأغلب الاعلاميين والصحفيين, لعلها نجحت في تصوير شخصية الصحفي التقليدي

عدى كل ما سبق قدم الفيلم صورة كارثية في العلاقات الانسانية وخصوصاً في مهنة الصحافة الحربية التي هي محور الحدث, لا أعلم ان كان تقديم تلك المهنة بتلك الصورة البشعة هو أمر مقصود ومبالغ به أم أن تلك المهنة فعلاً تحتاج لشخصيات بشعة وباردة اخلاقياً وخالية من الشعور بالانسانية.

في النهاية اقترح الفيلم أن المهنية أهم من العلاقات الانسانية, حتى ولو كان ثمن نجاح الفرد هو جثث الآخرين.

1 صوت - التقييم 6