عندما تدخل العشاء الأخير دون دعوة , DEXTER بين الفن والصورة

مُفترس كان يصطاد وحيداً ويقدم قرابينه لآلهته لوحده , بطقوس عبور للضحية. اختراعها كان لفرحته وحده وارضاء شهواته فقط هو دون غيره.

على مدار مواسم وحلقات وسنين طويلة تابعنا سفاح المرفئ يصطاد ضحاياه وحيداً , لم يعطينا شعور مقزز لم نشعر بالقرف عندما يصطاد فريسته , بل كنا نصفق ونشعر بالسعادة عندما نرى مجرم ينال جزائه .. عندما تنسال الدماء كنا نعلم أن سفاح العدالة أو مجرمها قد نال انتصاره أليس كذلك ؟!

لكن ما الذي حصل في الموسم التاسع بالضبط ؟ ماذا جرى لهذا المشهد الذي اعتدنا عليه ! لقد تم التلاعب بمعادلة اعتدنا عليها لفترة طويلة جداً , معادلة تشبه ال 1+1=2 لكن هنا المشهد اختلف , تم إضافة عنصر جديد , هاريسون كان هو الفايروس في هذه المعادلة الفنية , هو الذي كان العنصر الذي دخل لوحات والده كأنه دخل على العشاء الأخير دون دعوة ، أو تحدث مع الموناليزا وخرق قدسيتها !

لفترة طويلة كنا لا نمانع أعمال الفن الخاصة برجل الدماء ديكستر , لكن هاريسون قد غير كل شيئ , هو من قام بتذكيرنا أن هذا الذي على الطاولة هو كيان يتألف من عقل ووعي ووجسد ومشاعر مهما كانت أخطائه انه انسان ذو حرية إرادة أولاً وأخيراً أليس كذلك ! بمشاركة هاريسون شعرنا بحرمة الجسد شعرنا بألمه وبصعوبة قطع العظام وفصل الأعضاء عن بعضها البعض , لم نعد نشعر بسهولة هذا الطقس المقدس لكن استصعبناه وشعرنا بقسوته !

نقطة عظيمة تُحتسب للمفكرين المسؤولين عن هذا العمل بمحاولة منهم لمخاطبة العقل البشري بشكل شخصي , كانت الأجواء التي هيئت لهذا المشهد رائعة الألوان الباردة في الصورة , الإخراج الذي يجعل الشخص يشعر بحرمة الموت ويمكّنه عيشها للحظات. عدا الهدوء الثلجي في موقع المشهد ، كلها نقاط مميزة تُحتسب لصناع العمل بغض النظر عن قراراتهم بنهايته


اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

1 صوت - التقييم 6
Tags: 2533