بمناسبة انتهاء عالم Breaking Bad للأبد قررت التحدث عنه بشكل عام دون الخوض بجزئية Saul Goodman لوحده
تختلف الآراء والتحليلات لعالم Breaking Bad لكن بهذه المقالة سوف نبتعد عن كل هذه التحيلات والآراء الصوفية والوردية. فبعيداً عن جوانب العمل الإنسانية من علاقات وعائلة ومشاعر, سوف نتحدث عن جوهر لوحة Vince Gilligan المتكالمة وهي المال وأهمية تحقيقه.
عالم Breaking bad الذي بدأ من صف كيمياء وانتهى بامبراطورية تلفزيونية مخيفة. فهي عبارة عن أجزاء مرتبطة جميعها بخيوط متينة بأدق تفاصيلها مكونة بذلك واحدة من أروع اللوحات الدرامية في تاريخ الشاشة الصغيرة وأكثرها ذكائاً وحرفية فهي أشبه بجدارية الحكم الأخير للفنان الايطالي مايكل أنجلو من شدة تفاصيلها, وكلوحة حديقة المسرات الأرضية للفنان الهولندي هيرونيموس بوش من شدة ترابط أحداثها المذهل.
قد يعتقد البعض أن ما قدمه المؤلف غيليغان هو قصة درامية عن عالم الجريمة, لكن في الواقع أن المؤلف مدرك تماماً مدى ارتباط الجريمة بتكوين النظام الأقتصادي العالمي الذي نعيشه حالياً وأنها للأسف أحد أساسياته. فهو بالحقيقة قدم صورة واقعية جداً عن شكل الأقتصاد الحالي في قصة قد تبدو للوهلة الأولى خيالية لكن يوجد ما هو أخطر منها في الواقع.
بتدقيق بسيط نرى أن كل من استاذ الكيمياء وولتر وايت والمحامي جيمي ميغيل يتشاركون نفس الطموح في تحقيق حياة كريمة وحرة, وبعد الكثير من الاستسلام والرضوخ للأخلاقيات الأجتماعية العامة التي زرعها النظام في عقول الفقراء كي يقمع أي محاولة تحرر لهم. أدركوا أخيراً أن هذه هي بالضبط الأصفاد التي تقتل أحلامهم وفرصهم. وقرروا الإنسلاخ عن الماضي بالكامل والمخاطرة بكل شيئ لتكوين شخصيات جديدة تحمل معايير وأخلاقيات مختلفة ورؤية أعمق للواقع وهنا كانت نقطة التحول وبداية المجد عند الطباخ الأخطر هايزنبرغ والمحامي المجرم Saul Goodman.
فهل هي قصة نجاح أم فشل ؟ بالواقع هي قصة واقعية لا تحمل معايير النجاح والفشل بل تحمل اسقاطات تحدث يومياً تمثل كل شخص طموح ومغامر وعلاقته مع ذاته ومع الآخرين وهي تصوير مؤلم لواقع الغابة الإنسانية المتوحشة وهي حالة مستمرة مليئة بآلاف الأحداث والمحاولات والإزدهار والأنهيار.
CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic