فلسفة العمل دقيقة جداً, وتم حبكه بأسلوب يناقش قضايا فلسفية بإمتاع من خلال الكوميديا السوداء, التصنيف الذي يصعب على الكثير إتقانه. لكن دان وجاستن استطاعوا التلاعب به بشكل عبقري فصمموا شخصية ريك كأنهم صنعوا ذرة بتعقيداتها كما يريدون رغم صعود المسلسل ببعض الأوقات وهبوطه بأوقات أخرى.
العبقرية والمعرفة تكون أحياناً لعنة أكثر من أن تكون نعمة كما سمعنا ذلك على لسان شرير مارفل ثانوس أثناء كلامه مع توني ستارك ” أنت لست الوحيد الذي تم لعنه بالمعرفة” ونرى من هذا أن العلم والمعرفة من الممكن أن يكون نقمة ببعض الأوقات.
أي ثمن دفعه ريك سانشيز للوصول لهذا المستوى المعرفي ! هذه العبقرية دمرته ودمرت كيانه البشري وحولته لشخص وقح وفظ ومغرور ومهمل حتى أنه لا يهتم بموت أحد أفراد عائلته بعد الآن, لأنه ببساطة يمتلك مسدس البوابات وبإمكانه التنقل لكونٍ موازٍ يمتلك فيه بيث ومورتي وسمر وجيري وآخرون.
لكن رغم ذلك شخصية ريك أخفت شيئاً عن باقي الشخصيات من حولها, شيء أبقاه دان وجاستن لنا. أنه رغم كل هذه العبقرية والمعرفة أن ريك إنسان وحيد… يعيش بوحدة خانقة ومؤلمة يستطيع أن يمحي أي شيء بالعالم, يستطيع أن يقلبه رأساً على عقب, ولكن للأسف لم يستطع محي مشاعره … لقد بقي ينشد الوحدة كل ما اقترب منه أحد ويمجدها ، ريك إنسان ممزوج بالتناقض والتضاد وهو المثال الأعظم على الإنسان صاحب العواطف المتناقضة. ففي بعض الأحيان ربما يستعبد كوكب كامل من أجل شحن بطارية سيارته ولكن في نفس الوقت قد يضحي بنفسه من أجل حفيده أو عائلته.
في أحد المرات سأله مورتي : لماذا تفعل كل هذا ؟!!
أجاب ريك ببساطة أنا لا أعلم حقاً ربما أكره نفسي, ربما فقط تمني للموت …
لقد هزم الإله وهزم الشيطان وما بينهما ولكن خسر نفسه …
جملة Wubba Lubba Dub Dub سمعناها وترددت كثيراً على لسان سانشيز, للوهلة الأولى قد تبدو هراءً وتمتمة لا معنى لها, كلام يتلعثم به العجوز عند سكره لكن الصدمة كانت عندما علمنا معناها (أنا في ألم شديد، ساعدوني أرجوكم) وهذا هو الجانب المظلم من ريك ،هذا هو الجانب المعتم من القمر. الشخص الذي فقد الحب، وعجز عن الانتحار عندما رُفض من أحب الأشخاص على قلبه, فهم الحياة بدقة قد يكون مفسداً لها، الوعي الزائد بتفاصيل الحياة قد يكون لعنة في بعض الأوقات وتوقع الشخص في هاوية العدم ، وتفقده الحب وتترك الشخص وحيداً مع عبارة واحدة في باله “Wubba Lubba Dub Dub”
ومافائدة البشر إذا تربعوا على عرش العالم وفقدوا أسمى العواطف “الحب”؟!!
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

GM in Cinatopia
Movie Critic