تمر السينما الآن بواحدة من اسوأ مراحلها التاريخية, فهي الآن تواجه فقر ابداعي خطير وهذا يعود لأسباب عديدة ومن أهمها بالطبع هي سيطرة الليبرالية الحديثة في أميركا على عصب الثقافة والسياسة, فأصبحت كنوع من الرقابة القمعية الغير رسمية, لكن هذا ليس هو السبب الوحيد بل السبب التقني والأهم من هذه القضية هو دخول شركات ربحية وتجارية لا تملك أي خبرة في المجال الفني على الوسط والسيطرة الكاملة على الصناعة مما جعل شركات سينمائية عملاقة ذات خبرة كبيرة تتراجع بقوة وبسرعة هائلة.
بدأت هذه المرحلة برأيي في عام 2016 بالتزامن مع انتشار شبكة Netflix الهائل ونقل السينما من الصالات الكبيرة إلى المنزل مما أدى لانتهاك خصوية الشاشة الكبيرة وهذا أدى إلى تدهور كامل لبنية صناعة السينما والأفلام وخفض ذلك معايير الانتاج لأن شركة مثل Netflix هي شركة تجارية بالدرجة الاولى, لذلك تسعى لاحتكار الأعمال التي تضمن لها الربح فقط.
وبهذا استطاعت شبكة البث المباشر العملاقة من خلق نمط جديد للسينما مما أدى لظهور منافسين جدد في المجال هم الآخرين ليست لهم أي علاقة بالمجال الفني بل هم عبارة عن شركات تجارية وسوقية مثل Amazon و Apple وغيرها, ولا استغرب أن أرى بالمستقل شركة مرسيدس تريد أن تصنع فيلم, لأن المجال حولته نيتفليكس للأسف من مجال ابداعي وفني إلى سوق تجاري. وأفلامه عبارة عن سلع للبيع ولهذا السبب نرى أغلب الانتاجات السينمائية منذ عام 2017 إلى اليوم هي انتاجات رخيصة وتافهة.

CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic