جاك السفاح شخصية عاصرتها لندن الضبابية القديمة من خلال جرائمه والأفعال الفير مقدسة التي فعلها “أخذ الروح بغير حق” قتل عشرات الفتيات اللواتي يعملن بخانات الدعارة بدون أي اسباب معروفة أو أي دوافع منطقية. في لندن منطقة وايت تشابل تحديداً والمناطق الفقيرة المحيطة بها كانت تستيقظ على ذعر مستمر امتد لفترة طويلة جداً على يده.
من الشخصيات المطاطية في التنفيذ السينمائي/الروائي/ أغلب فئات الأدب ، لانعدام مصادر المعلومات الاساسية عنه حتى الاسم “جاك السفاح” نشأ من رسالة كتبها أحد الاشخاص مدعياً أنه القاتل !
بأحدث الاقتباسات وتجسيدات المانغا اليابانية يوجد سجلات راغناروك أو Record of Ragnarok ، تم استخدام اساس قصته ورؤوس الأقلام التي تناولها التاريخ الحديث عنه بشكل ممتع جداً ، شخص في ال 40 إلى ال 50 من عمره ، يتمتع بأخلاق مميزة بحكم تربيته في لندن الارستقراطية ومحبته للأدب الشعري ، أنيق الملابس والهيئة ولكن ذو ماضي سيئ و مكروه بين الآلهة والبشر , احتقره الجميع لتمثيله البشر , ومن بينهم البشر نفسهم لتمثيلهم في النزالات التي ستحدد مصيرهم !
لنناقش شخصيته قليلاً ، هل هو شخص يقتل لمجرد القتل أم هناك أسباب اخرى ؟!
اولاً البيئة التي تربى بها هي منزل دعارة , وكان وحيداً طوال الوقت ورفقته كانت الكتب وقصائد ويليام شيكسبير , عوضاً عن عائلة محبة ترعاه بشكل صحي. لم يرى العالم ابداً ولم يهتم لكره العالم له لأن والدته تحبه وتعشقه فهو طبعاً يعيش من أجلها ومن أجل أن يرى الوانها السعيدة والفرح يعم وجهها طوال الوقت , لكن هنالك شيئ اشعل ناراً به لم يعرفه من قبل.
كذب والدته واستعماله لمصلحتها الشخصية , لون الحب الذي رأه بوضوح مستمر اختفى لحظة معرفة والدته أن الزبون الذي وعدها بالزواج تزوج إمرأة أخرى , فأفرغت غضبها وكرهها وأمانيها بعدم ولادته على جاك المسكين , خلقت وحش لم تتوقع نفسها أن تخلقه سابقاً , فقتلها وخنقها وأنهى حياته كأنه ينهي عمل فني غارق بالدماء , وقتل والده المزعوم ومن ثم خُلقت شخصية جاك السفاح التي كانت تبحث عن الحب ومعناه ، عقدة قتل المومسات كانت اشبه ما تكون بعقدة نفسية محاولة منه لرؤية والدته في احداهن !
مواجهته مع هرقل إبن زيوس كانت وكأنها مواجهة مع نفسه التي لم تنكسر بسبب الظروف والبيئة المحيطة به لذلك رغم فوزه بنهاية النزال أعلن خسارته متألماً لأنه لم يستطع اثبات أن هرقل سيغير لون قلبه عندما تكون حياته على شفير الموت
فأصبح جاك مصدقاً لوجود الحب الحقيقي بالعالم !
تأويل ممتع من تأويلات كثيرة لشخصية وضعت نقطة سوداء في تاريخ البشرية , ربما لا أحد شرير بالمطلق ولا أحد جيد بالمطلق فكل انسان ومخلوق يمتلك اسبابه فأولاً واخيراً جاك هنا سعى لإنقاذ البشر من طغيان الآلهة رغم كره البشر وحقدهم عليه.

GM in Cinatopia
Movie Critic