يبدو أن المجتمع الغربي اليوم يواجه واحدة من أكبر تحدياته أمام المؤسسات الرسمية المشبوهة التي تديره, فلم يعد الأمر مجرد صراع بين طبقة وأخرى أو فئة وفئة أخرى بل أصبحت المشكلة جوهرية في صميم البديهيات وأصبحت الدول والمؤسسات الغربية أدوات قمعية متوحشة تريد التهام كل شيئ, فيبدو أننا بالفعل نعيش ضمن ماتريكس حقيقية مخيفة.
استطاع فيلم What is a Woman بكل جرأة وشجاعة الدخول إلى صميم هذه المصفوفة محاولاً ايجاد الحقيقة حولها ونيتها وغاياتها في هذا الصدد بالذات. ويحاول المعلق السياسي “مات والش” نجم الفيلم استكشاف المفاهيم المتغيرة للجنس والنوع في العصر الرقمي، ولا سيما حركة حقوق المتحولين جنسياً، وماذا يعني أن تكون امرأة.
الفيلم يحمل الطابع العلمي والاستدلالي ويتسم بعدم الأنحياز كما انه كشف عن معلومات عالية الخطورة عن تورط الدول الغربية ومؤسساتها المختلفة في تغذية هذه المجموعات الليبرالية المتطرفة وتعويمها بالمجتمع وخلق كارثة من تشويه المفاهيم العلمية والفطرية والأخلاقية ولهذا السبب قد تم محاربة الفيلم بشتى الوسائل والطرق فهذه الفئات والمؤسسات التي تدعمها يعتبرون بأن “الداتا عنصرية” حتى وأن كانت علمية.
خلق هذه الجدالات البديهية في المجتمع هو خلق للعبثية وتثبيتها كحالة عامة لينتج عنها جهل ممنهج يمكن من خلاله توليد ملايين الدولارات لخزينة الدولة وشركات الاعلام وشركات الأدوية الكبرى وغيرها والأخطر من ذلك هو تجنيد المدارس والجامعات للتلاعب بالمعلومات الطبية والعلمية ونشر ومنع ما يحلو لهم وهندسة أخلاقيات المجتمع بالمعلومات التي يرغبون بها مستغلين بذلك الأطفال والأهالي وحتى المثليين والأقليات نفسهم ضحايا.
الفيلم مهم جداً ويجب مشاهدته بالتأكيد وهو متوفر على جميع منصات البث العربية الآن لكن يجب الحذر من الترجمة لأنها ليست دائماً دقيقة وحيادية.
اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية
CEO-Founder of Cinatopia
Movie Critic