مورفيوس، تجسيد الأحلام وواحد من السبعة الأزليين، تم سجنه في طقوس غامضة في عام 1916، بعد احتجازه في الأسر لمدة 106 أعوام، يهرب الحلم وينطلق لاستعادة النظام إلى عالمه، مملكة الاحلام وعالم اليقظة.
في البداية يجب علينا أن نقوم بتقسيم المسلسل جزئين بسبب أن الأرك الأول فيه كان شبه مثالي ولكن منذ الحلقة السادسة للحلقة العاشرة اختلف التقديم كثيراً بشكل سيئ وكأننا نتابع عمل مختلف، رحلة الحلم باستعادة أدواته كانت رحلة مثالية ولكن النصف الآخر امتلك لحظاته ولكن طغى عليه المط والملل. وجود مورفيوس هو من ابقى للعمل رونقه.
يرتكز المسلسل على قصة مورفيوس أو الحلم وهو أحد كيانات الأزليين ال 7، الموت، والهذيان، والشهوة، واليأس، والقدر، والدمار، والحلم شخصية قصتنا رجل الرمال الذي تم سجنه قصراً بسبب رغبات احد الفانيّن باستعادة ابنه من شقيقة مورفيوس “الموت”، ولكنه سجن الحلم خطاءاً منه، ولم يعلم أنه بهذا الفعل سجن احلامه وآماله مع مورفيوس في القوقعة نفسه رغم انعدام قوة مورفيوس في سجنه ولكنه استطاع سجن الفاني في براثنه دون أن يشعر.
تعامل الكاتب مع شخصية مورفيوس بشكل غريب ومميز قدمها كالمنظار للمشاهد على النفس البشرية، و تعقيداتها وهذا المنظار كان يحتاج للتغيير بشكل أو اخر، نحن نتحدث عن كيان عديم المشاعر وهو في رحلة تطور فُرضت عليه فهل فعلاً سيتقبلها أم سيبقى على حاله ؟!
خلال رحلة الحلم لاستعادة النظام لمملكته وعالم اليقظة واجه العديد من المشاكل والعقبات التي تعترض طريقه لم تتوقف، مجبرته على التعامل بشكل مباشر مع كيانات لم يرتبط معها سابقاً فيزيائياً لم يمتلك التحكم عليهم سوى في عالم اللاوعي الخاص بهم، عينات وشخصيات كثيرة، ما انفك الكاتب يقدم لنا العدمية المطلقة للبشر من خلالها بدون رغباتهم واحلامهم و امانيهم ماذا هم ؟!
وحوش، تجسيد للغرائز البحتة؟!
الحلقة الخامسة كانت محاكمة وليست أي محاكمة بل محاكمة كان بها الجنس البشري المدعى عليه والمدعي العام هو جون المتحكم خلف الكواليس لاعباً دور الاله في مطعم صغير اقل ما يقال عنه بترميز عظيم لمختلف طبقات المجتمع، برؤية جون نحن نعيش في مجتمع كاذب مزيف فارغ لا يمتلك اي قيم وليس به اي خير مطلق بل تحت حكم الاقنعة… التي جردهم منها في هذه المحاكمة ماذا لو لم نستطع الكذب ؟ ماذا لو لم نستطع تزييف مشاعرنا وردود افعالنا ؟!
تم تجريد هذا المجتمع من قناع البشرية الكاذب، وبلحظات كتشفوا كذبة تدعى الحضارة كل قذاراتهم طفت على السطح بعبقرية مطلقة من الكاتب، ليأتي مورفيوس ويوضح لنا اننا كيانات لا نمتلك ادنى ذرة منطق بدون احلامنا و امالنا وامانينا وبدونهم بالفعل سوف نكون حثالات كيميائية تجرها الغريزة القاتلة لها.
عدا ذلك الكورينثي، مهووس القتل المتمرد على خالقه الذي قدم مفهوم الشر بشكل مغاير تماماً عن العادة هنالك اشرار بدوافع واشرار للشر المجرد والكورينثي هو الشخصية التي ستوقعك بالمنتصف وتحير بوصلتك الاخلاقية بشكل ممتع.
مسلسل ليس بمثالي ابداً لكنه قدم افكار وشخصيات لا يمكن التغاضي عنها، تمثيلياً كان هنالك مواهب جداً مميزة وممتع حضورها على الشاشة، واخراجياً امتلك اجواء سوداوية طاغية عليها الرعب في بعض الاوقات والسعادة في اوقات اخرى بسينماتوغرافي خيالية ومؤثرات رائعة تم استغلالها بشكل مميز جداً عدا الموسيقا التصويرية الرائعة.
رغم الاجندات السياسية المجبرة عليه استطيع ان اقول بدون اي مبالغة انه بعمل فيه عشرات الشخصيات وعشرات العلاقات، لم يكن فيه اي علاقة مقتصرة على رجل وامرأة سوى علاقة واحد و Netflix تكفلت بالباقي.

GM in Cinatopia
Movie Critic