مابين الحياة والموت خط رفيع وهو الفقر, ليلى واخواتها كانوا مجموعة من الناس تعيش على الخط الفاصل مابين أن يصنعوا معنى لحياتهم، و أن يتخلوا عن كل شيئ ويبقوا عبيدً لما وُجدوا عليه.
السينما الايرانية، سينما غريبة ومثيرة, وبنفس المقدار قريبة ومتواجدة بشكل دافئ من قلوبنا بواقعيتها وبساطتها، لا بد أن تُضيف لنا الكثير من المشاعر فكرياً ووجودياً.
بالوجود الهوليوودي الذي كل ما مضى الوقت وتقدمنا بالزمن أصبح بعيداً عن عصرنا الحالي, بعيداً عن البشر ومعاناتهم ولم يعد يشبه أحد, غفلوا واستيقظوا على هيئة مشوهة همها الوحيد أجندات سياسية أبعدت السينما عن هدفها الحقيقي. لكن ‘السينما الايرانية’ تفردت وحلقت فوق الجميع بهذه التجربة الرائعة “اخوة ليلى” لا بل ليلى واخواتها هو العنوان الأصح لهذه الاطروحة السينمائية الجميلة التي تحدثت عنّا وتحدثت عن ما نعيشه من خلال هذه العائلة الصغيرة التي تموت تحت وقع البطالة في مجتمع يُعتبر السواد الأعظم به عاطل عن العمل ولا يستطيع تأمين قوت يومه.
العائلة كانت مؤلفة من مزيج مثالي من الشخصيات التي كانت قريبة لنا بشكل اشبه بالمثالي ونماذج لا بد أن نراها في كل مجتمع بدول العالم الثالث, أب يعيش على طموح سخيف لا قيمة له بأن يصبح عراب لعائلة لا تعطيه أي قيمة على حساب أولاده وحياتهم ومستقبلهم، طوال حياتهم حتى يصبح عقبة لكل ما يفعلونه. وام تفضل زوجها على أولادها وأولادها على ابنتها الوحيدة. وبالرغم من كل ذلك يقوم المجتمع بقتل روح العمل بداخلهم عندما كل ما يفعلونه هو العمل للهرب من الفقر ومع ذلك يصبحون أكثر فقراً !! ماذا تبقى ؟
الضوء الأخير في آخر النفق أو في أعلى “المصعد الطبقي” المتجر الذي سيحررهم من أعباء وبؤوس الواقع الاجتماعي الذي فرضه عليهم والدهم ودولتهم وبيئتهم ؟ لا والف لا.
تجربة قوية حوارياً واتسمت بالسرعة, وحاول المخرج “سعيد روستاي” أن يكون ديناميكي أكثر بالحوارات الصادقة والخارجة من القلب واعتماده كان أقل على الموسيقا الدرامية أو المشاهد المؤثرة بتكلف زائد عن حده.
كانت حكاية صادقة تمس كل انسان حي في دول العالم الثالث.
GM in Cinatopia
Movie Critic