{ملاحظة هذا المقالة لا تشترط التعميم الجميع يعرف أن صناعة الانمي الياباني من أقوى الصناعات القصصية جودة ومنافسة لهولييود نفسها ولكنه مقال تحليلي أكثر من كونه رأي}

سنحاول في هذا المقال التفصيل اكثر بهذا الموضوع، في البداية يجب أن نعرف ما هو “الاغراء” او “الاباحية” لدى الشعب الياباني وما محلهم من الاعراب، اولاً بطبيعة الحال يجب ان نعلم أن عالم الانمي الياباني حجر اساسه هو “المانغا”.

[لمن لا يعرف ما الذي تعنيه المانغا هي المقابل لدى اليابان في القصص المصورة او الكوميكس ولكنها ليست قصص ملونة وتمتلك فنانيها الخاصين الذين يتم تسميتهم “المانغاكا”]

وهنالك مجالات وتصنيفات مختلفة وفئات عديدة لأعمالهم حسب الفئات العمرية، وهذا جداً مخالف العرف السائد لدى البلاد العربية بأنها مصنفة للأطفال فقط.

فهنالك الشونن الذي يستهدف فئة المراهقين وخاصة الذكور، وشمل على أصناف أخرى كالمغامرة والتاريخي والأكشن والميكا، وهنالك الشوجو يستهدف المراهقين الإناث ويضم أصناف كثيرة منها الشريحة من الحياة والدراما والرومانسية والموسيقى، و السينن موجه للذكور فوق 18 سنة، ولمحاكاة المحتوى مع الفئة العمرية فإنه يميل عادة للواقعية أكثر في الرسم، وعادة ما يخالطه مشاهد ولحظات مختلطة مع تصنيف الايتشي، وهي معتادة في هذا النوع نسبة لعمر الفئة المستهدفة.

إضافة لهذا هناك الكثير من مشاهد العنف، مثال على هذا النوع Monster، و الجوسي موجهة للإناث فوق 18 سنة، يميل لواقعية الأحداث أكثر، ويختلف عن الشوجو أن الأمور لا يشترط أن تكون مشرقة على الدوام في القصة، لا يتم تحويل مانغا الجوسي عادة إلى أنمي.

صورة من أنمي Black lagoon

بهذه المعلومات يمكننا أن نبدأ بالتعرف على الايتشي والهينتاي وتأثير التصنيفين على المانغا و عصر الانمي الحديث .

في 1910، كان مصطلح هينتاي يستخدم في علم الجنس في التعبير مركب هنتاي سيوكو (رغبة جنسية غير طبيعية).

وأصبحت شعبية في نظرية الانحراف الجنسي (هنتاي سيوكو رون)، التي نشرتها إيجي هابوتو وجون سوادا في عام 1915 ومن هذا الفترة نستطيع أن نعرف أنها حركة شعبوية تمردية من كتاب معينين استطاعوا القيم بطفرة بتوقيت كان الشعب الياباني فيه شعب محافظ ويمتلك عادات وتقاليد خاصة به.
في عشرينيات القرن العشرين، تناولت العديد من الكتابات الرغبات الجنسية المنحرفة، وحركة إيرو غورو نانسينسو، ماتسوزاوا يطلق عليه فترة تتميز ب 《طفرة هنتاي》 في الثلاثينات، أصبحت الرقابة أكثر شيوعاً مما أدى إلى نشر عدد أقل من الكتب حول هذا الموضوع تأثير الرقابة نوعاً ما خفى هذه التصنيفات اثناء الحربين العالميات الأولى والثانية.

بعد الحرب العالمية الثانية، في 1950، تم تجديد الاهتمام في الهنتاي، وإعادة ابتداع المصطلح بشكل متطور اكثر مضافاً عليه تصنيف «إتشي» هو مرادف ل إياراشي، (قذر أو مثير للاشمئزاز) أو سوكيبي، بدأت كلمة 《إتشي》 للتفرع وتفترض دلالات جديدة، في الستينات، بدأ إتشي يستخدمه الشباب للإشارة إلى الجنس بشكل عام، وبحلول الثمانينيات من القرن العشرين، كان يستخدم في تعريف الجنس كما هو الحال في العبارة 《إيتشي سورو》 (لنمارس الجنس).

وغالبا ما تستخدم مصطلحات جديدة مثل سيكوسو للإشارة إلى الجنس، بالإضافة إلى مصطلح 《إشي 》 يستخدم إشي الآن كمؤهل لأي شيء يتعلق المحتوى المثير أو الإباحية.

كان تأثير هذه الطفرة على كتاب النصف الاخير من القرن الماضي اقل وقعاً واخف شدة، فكل مشاهد انمي ياباني يعلم أن الطاغي على الحقبة الماضية من الانمي هو رسم النساء بشكل ناضج وجذاب بدون اي احتياج للتعري، كالنساء في انمي قبضة نجم الشمال، او كما يُعرف لدينا ب سيف النار والعديد من الانميات في حقبة الثمانينات والتسعينات التي لم تتأثر بهذه الطفرة وغزارتها بذروتها.

صورة من أنمي Black lagoon

الامر لا يخلو ابداً من تقديم الاثارة، او حتى الاباحية في بعض الاوقات لكن مانغاكا تلك الفترة وضعوا حدود جعلت تصنيفات الهنتاي والايتشي صناعة متفردة ومختلفة تماماً.

حتى بدأت باستديوهات منفردة في تلك الحقبة اختصاصها الوحيد هو الانميات الجنسية، والجدير بالذكر أن تلك الفترة لم تمتلك ما يكفي من الافكار المنفردة بل طغى عليها الاقتباسات الروائية الاوروبية التي بطبيعة الحال معروف عنها قلة التطرف في تلك الفترة من الزمن، ولكن بالرغم من كل ذلك صناعة الانمي الاباحية لم تتوقف عن الصعود بل اصبحت منافسة لصناعات البالغين الجنسية تكتسب المليارات باستديوهات ضخمة انتاجياً حتى بجودات رسومية مرعبة وهذا ما اثر بشكل سلبي على بداية القرن الحالي.

ولحد اللحظة اقتنع صناع المانغا اليابانيين بتغيير اساليبهم، رسومياً، قصصياً، نمطياً، بدأوا باتباع النعومة اللطافة الزائدة الرسم الخالي من الشوائب المفاتن المبالغ بها لدى الشخصيات النسائية، على عكس القرن الماضي الذي اتسم بالنضج، ولم يتأثر بهذه الطفرة التي اصبح تأثيرها واضح بهذه الفترة من الزمن حتى على الشخصيات الرجولية التي لم تعد تستطيع التفريق بينها وبين الشخصيات النسوية.

طبعاً وبكل تأكيد هذا القواعد والاسباب تندرج على نسبة معينة من الاعمال لا تتعدى ال 20% من الصناعة ليست عامة ابداً ولا نستطيع التعميم بوجود تحف يابانية استطاعات خط اسمها بالذهب بمنافسة مرعبة مع هولييود ذاتها… هوليوود نفسها تقتبس عشرات القصص من عالم المانغا الياباني.

مئات الانميات الرائعة والعظيمة التي تمتلك جودة قصصية لا نستطيع تخطيها و لا يمكننا ظلمها


اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

1 صوت - التقييم 10

من Wesam Dubs Wzet

GM in Cinatopia Movie Critic