الأفلام ما بين الميديا ومجلات النقاد ونوادي السينما في الواقع

تحدثنا في السابق عن تأثير الفن السابع في حياة الأنسان في القرن الأخير ولكن هذه المرة سنتحدث عن فرق واضح وصريح للعين المجردة ألا وهو ” تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الفن السابع ككل”

في بدايات هذه الالفية وإلى حد ما يمكنني القول من بداية الثمانينيات إلى لحظة صنع الوسيلة الأولى للتواصل عن بعد كانت السينما حية فقط من خلال أعين النقاد والمجلات والصحف الورقية اعمدة مخصصة للتحدث عن فنان ما نقد عمل ما كانت تلك هي الوسائل الوحيدة لمعرفة جودة العمل من عدمه خبراء في هذه الفئة من الادب يتعلمون باختصاصات دراسية مستمرة لسنوات من أجل العمل على تحسين بالنقد البناء لطالما كانت هكذا الأمور في تلك الفترة من الوقت

ناقد واحد يمتلك الشهرة الكافية للدخول إلى عقل المشاهد ومستهلك السينما كان كافي ليجعله يعشق سلسلة افلام يكرهها او يحب ممثل معين او يكرهه حرفياً من امتلك قدرة السيطرة على القلم في تلك الفترة كانت لديه القدرة على فرض سيطرته على صناعة بأكملها كمثال احد ممثلين اجزاء عالم حرب النجوم هايدن كرستنسين في دوره تم نقده على الاداء التمثيلي السيئ الذي قدمه والذي لا اراه سوى إجحاف بحقه لمن يعلم عن عالم حرب النجوم شيئ سيعلم عما اتحدث بالضبط ، هذا النقد جعل فئة كبيرة من الناس والمشاهدين يكرهونه على مدار سنين مستمرة.. قدرة السيطرة على عالم الفن ويا لها من قدرة أليس كذلك!!

لنبقى على هذا المثال تحديداً لأن مساحة المنشور لن تسعفني بأمثلة ثانية.. بعد سنوات من تطور السوشال ميديا ووسائل التعبير عن الرأي برفة عين اصبح الملايين يمتلكون القدرة على التعبير عن خواطرهم تجاه الفن وتوابعه اصبح صاحب الخبرة وعديميها متساويين بالقيمة!!

لكن لنتبع ايجابيات الأمر وسلبياته من ايجابيات الامر اكتشاف لا بأس به لأعين ثاقبة تستطيع تحليل العمل الادبي والسينمائي بلغة سليمة وواضحة وعقل فني بحت ساهموا بتفيير وجهات النظر لدى الكثير من النقاد كمثالنا السابق النقاد ظلموه ولكن الجمهور انصفه وانا مع رأي الجمهور هذه المرة…

ولكن بامتلاك هذه الايجابية لا بد بوجود سلبيات واخطاء اكتشاف هذه العقول من خلال هذه المنصات ساهم إيضاً بظهور بشر لا يفقهون شيئاً في عالم الفن على انهم مؤثرين لامتلاكهم المال والمنصات فقط! اصحاب رؤوس الاموال وصناع المحتوى الذين يلاحقون المال حتى امتلكوا قدرة التأثير ، التأثير عكل انسان في وجه هذه الارض برأي سلبي وربما ربما إيجابي في بعض الاوقات ولكن سلبي في الغالب

الاجحاف باعمال تُعتبر بمقياس الفن انها ذروته لمجرد مخالفة الرأي والسير فاتجاه مختلف لجمع التفاعلات !

قانون ثابت اصبح مع تضخم كل منصة البوق الاعلامي الخاص بها ستتضخم قدرتها على التنويم المغناطيسي لبعض العقول باراء اقل ما يقال عنها انها خارجة عن المنطق ولاتمتلك ادنى ذرة عقل بها لا أريد ان يتم استيعاب هذه الافكار بشكل خاطئ ولكن لا مانع لدي ابداً بالمخالفة، المخالفة هي ميزة خاصة بنا نحن البشر ولا نستطيع العيش بدونها الاختلاف ربما بنظر البعض هو سر التعايش والكمال في بعض الاحيان لكن الميديا جعلت الاختلاف هو سر الاقتتال المستمر الصراع الفارغ باستدامة حتى بامكاننا نرى في المجموعات والصفحات على الفيسبوك التحويل والتوجيه الطائفي للعقول وهنا لا اقصد الدين ابداً بل اقصد تحويل جماعات كبيرة من البشر لطوائف عبادة لمسلسلات ما لافلام ما فقط بسعي للتفاعل فقط لا غير..

في محاولة للربط مع بداية المقال ربما الفترة الحقيقية التي عاصرها الفن السابع وكانت مليئة بالجدية وبالنقد البناء والفعال هي الفترة التي لم يكن فيها للسوشال ميديا وجود ابداً لأن هذه المنصات ساوت بين العقل و لا عقل حرية الرأي حق وحق طبيعي لدى الانسان وبامكانه ان يمتلكها بجدارة ولكن في بعض الاوقات ، اوقات الخروج عن المنطق بجهل هذه لم تعد حرية رأي هذه اصبحت تحدُث تحدُث فارغ فقط لا غير ولا داعي لوجوده

السوشال ميديا مع تقدمها وتطورها تأثيرها السيئ يتضخم ويكبر حجمه مع الوقت في البداية كانت بالفعل من الممكن ان تكون ارضية تعايش مشتركة بين المشاهدين والجماهير لكن لا اصبحت حقل الغام اذا دُست خطوة خاطئة ستنفتح عليك ابواب جهنم وسيتم اعدامك اجتماعياً وافتراضياً لمجرد انك خالفت الغير او طرحت رأي فقط


اذا أعجبك المقال يمكنك دعم الكاتب والمنصة عبر العملات الرقمية

1 صوت - التقييم 6