افتتاحية الفيلم المميزة من المخرجة ماري كانت تمر بتتالي وتسلسل جذاب يعرفنا على شخصية باتريك بيتمان وشخصيته النرجسية الغريبة لديه، مايملكه أغلب البشر بالعالم كله “الروتين” يمتلك روتين لكل شيء بحياته طعامه، شرابه، جسده، ملابسه، حمية جسده الدقيقة وحتى روتين اعتناءه ببشرته. لديه أسلوبه الخاص بكل شيء، متفرداً به بنفسه ومغتر به ولا يرى نفسه سوى كالطاووس وذيله المتراقص الذي لا يهدئ.
نتابع الفيلم بترقب وبدخول واندماج أكبر مع حياة باتريك، مشاهد من عمله ورؤية عامة لشخصيته بين زملائه، خطيبة جذابة تسر الأنظار أشياء كلنا نتمنى امتلاكها. وبين كل ذلك حياة مختلفة بشكل كلي، خلال المساء حياة تعتبر التجسيد الأثقل للرغبات المنحرفة في كل تفصيل نراه عن بيتمان، نرى امتلاكه لرغبة بالتفرد وامتلاك الأضواء عليه والاعتراف به والانبهار المستمر بشخصه بعالمه الذي البشر به لايعتبرون سوى تكرارات.
بعد الانتهاء من التعريف بنمط حياته الشخصي ندخل بعالم العمل الخاص بباتريك، وهنا كانت الصدمة بالنسبة له، كل شيء متشابه نسخ مكررة مظاهر متشابهة تصفيفات الشعر النظارات الملابس و الهيئات الجسدية حتى هنا باتريك فقد كل شيء، تفرده، غروره، أي شيء آخر حاول أن يتميز به حتى أنهم يخطئون بأسماء بعضهم البعض، ويفرغون شهواتهم ونزواتهم بالطريقة نفسها خيانة عشيقاتهم
بالخروج عن هذا وبالمزيد من التفاصيل التي تركز على جزئية التشابه والتكرار حتى تعريفهم الوظيفي يتفاخر باتريك ببطاقته الوظيفية الجديدة ويرى نفسه بها، وبعد انتهاءه ديفيد يعرض بطاقته و “بول آلين”
اختلافات طفيفة التشابه مرعب يبدو على باتريك الشحوب والارتباك هذا المكان وعالم العمل الخاص به يفقده هويته يفقده ذاته المغتر بها ويجعله يدرك أن سعيه سيرجعه خالي الوفاض لوجوده بعالم يشاركه الجميع به وليس وحده.
لقد حاول باتريك التعويض بامتلاك شيء مختلف، حياة ثانية، وجود ثاني في ظلام الليل، قتل فتيات الليل بعد ممارسة الجنس معهن بانحراف، كان ذلك وجوده الخاص محيطه الخاص به فقط ولا أحد يفعله سوى باتريك شخصية.
باتريك تحاول إغراق نفسها بعمق الملذات وإسعاد الجسد والتركيز الكامل على ذاته ويفقد التعاطف بالكامل لدرجة قتل البشر لأتفه الاسباب. لكنه مهما أصبح سافل بممارساته يعلم بصميمه أنّه لا يستطيع اشباع نرجسيته وانتزاع الاعتراف من محيطه اعترف بجرائمه وانهار وقص مغامراته مراراً يصرخ ويؤكد أنّه جاد تماماً لكن المفاجأة لا أحد يهتم “الاعتراف لم يعني شيئ” ليس غروره ليس تميزه وتفرده مايمنحه هويته وليست أفعاله التي تشعره بالاختلاف حتى لكي يفتخر بداخله ونفسه يجب أن يراه الأخرون وطالماً يظل نسخة عنهم سيبقى سجيناً للألام والاوجاع يخبرنا تائهاً بين شخصيته المغرورة والنرجسية ” المي حاد وثابت”.
ربما كلنا نملك باتريك بيتمان بأعماق الهاوية خاصتنا اليس كذلك؟!
وكريستان بيل استطاع تقديم شخصية توضع بمتاحف الفن السابع, لغة الجسد اسلوب الكلام اللهجة طريقة الحركة كلها كانت باسلوبها الاقوى وبالفعل كان السايكو الأمريكي الأروع

GM in Cinatopia
Movie Critic